الخميس، 13 سبتمبر 2012


كيف تنصر نبى الله ؟
لا أعرف كيف أبدأ الحديث فى هذا الموضوع .... ، كم هو شىء سىء ومرير ، ولكن ... إنه خطأنا قبل كل شىء ... ، فعندما يتجرأ عليك أحد يوما فهو حقير ... أما إذا كررها دون رد فعل منك ... فأنت من سمحت له بذلك ، وهذا النتاج الطبيعى لتخاذلنا ...
إننى لأتساءل كثيرا ... لماذا تجرأوا عليك يا رسول الله ؟! ... ، فهم يعلمون جيدا أنك حق وأنك نبى من عند الله ومعك كتاب لا ينطق إلا بالحق ، ولكنهم يعرفون أيضا أن الأمة الإسلامية نائمة لا تدافع عن كرامتها ، وكرروها كثيرا وحرقوا المسجد الأقصى ودنسوه والرسوم المسيئة للنبى الكريم وحرقوا القرآن واتهمونا بالإرهاب وألحقوا بالإسلام  كل شبهة عظيمة ... ونحن لاهون .
فماذا سيكون رد الفعل غير ازدياد الجرأة والسفالة ؟! ...
كيف يحترمون أناسا يأخذون من الغرب والشرق كل التقاليع الجديدة دون وعى ؟ ...
كيف يحترمون أناسا لا يحترمون هويتهم ؟ ...
كيف يحترمون شعوبا لا تقدر علمائها الأفذاذ وتعطى قدرا لراقصة تتمايل يلقون تحت قدميها بالمال ؟ ....
كيف يوقرون قوما يعرفون جيدا ما يحدث فى فلسطين وسوريا وبورما وأمام عيونهم جميعا ولا يهتز لهم جفن ... ؟
ولكن القصة لا تبدأ من عند هذه النقطة ... إن بدايتها فى النفوس ...
فكيف تطلب من غير المسلم أن يحترم الإسلام وأنت - من وجهة نظره - تمثله فيرى أفعالك وأقوالك فيحكم على الإسلام من خلالها ؟ ... ، فيسمع سب الدين والألفاظ السيئة وعدم احترامك لهويتك بتقليدك للأجانب وتتلفظ بكلمة من هنا وهناك تعبيرا عن ثقافتك العالية ...
لا أريد فتح ملف الفساد الذى بداخلنا والذى ينطبع على أفعالنا وأقوالنا لأننى أشعر برفض العيش فى هذا الزمان بكل ما فيه من تساقط لكل ما هو عظيم وقيم وغال وتعاظم لكل ما هو تافه حقير ...
أتعرفون كيف تنصروا رسول الله ؟ ....
هذا الإنسان العظيم الذى هو أفضل الخلق وأرفعهم قدرا ...
هذا الإنسان الذى كان وجوده تغييرا جذريا للجهل والتخلف الذى عاشت فيه الإنسانية من قبله ...
هذا الكريم الذى تحمل لأجل الرسالة الكثير والكثير من المصاعب وتحمل أذى المشركين ... ، حمل الأمانة بكل أمانة حتى وصلت إلينا خالصة دون تعب ...
أتعرف أيها المسلم كيف تنصر رسول الله ؟ ...
ليس بالشعارات والأغانى ... ولا بالمظاهرات ولا بكلمات تصرخ بها فى وجه غيرك ثم تمضى وكأن شيئا لم يكن ...
إن نصرة رسول الإسلام بالعمل المخلص ... بتصفية القلب وتنقية الروح من شوائبها ، ستكون ناصرا لله ورسوله عندما تكون مثالا للعالم كله فى الأمانة والإتقان فى العمل ... ، ستكون أسدا قويا عندما تتعامل بأخلاق ديننا العظيم ..
ستعرف الدنيا من هو المسلم حقا حينما تنزع عنك رداء التدين الظاهرى وتغوص فى أعماقك لتطهرها ...
سيكون غضك للبصرنصرة لرسول الله ...
سيكون تحسينك للسانك وتصرفاتك نصرة لدينك ...
ستكون معاملتك الحسنة وأمانتك وصدقك جهاد تجاهد به نفسك وترفع به راية الإسلام ...
حينما ترك الشائعات ... صغائر الأمور ... الكذب .. الكراهية .. حب الذات .. وكل ما يطغى على عقلك فيصرفك عن عبادة الله بقلبك وروحك وعملك ... ، حينما تكون مبدعا فى مهنتك ... تاجرا أمينا ... إنسانا صالحا ، تكلم الناس عن بضاعتك الثمينة بأفعالك الرائعة الراقية وينتشر الإسلام على يديك وبطيبة قلبك وحسن خلقك ...
حينما تعطف على الضعيف وتنصر المظلوم وتقف فى صف الحق ... ، حينما تطبق كلام الله ولا تحفظه فقط ... ، حينما يتخطى الإسلام قشرتك الخارجية ليغزو قلبك ليسكن فيه ...
حين لا تجادل دون وعى ... ، حين لا تتكلم عن غيرك لتلصق به اتهامات الله أعلم بها ... ، حين تكون بشوش الوجه طيب المعشر نظيف فى معاملاتك قبل شكلك ...
إذا فعلت كل ذلك أو حتى حاولت جاهدا سيكون هذا نصرة لرسول الله ... ، ستعرف الدنيا كلها بأن رسول الإسلام قد ترك خيرا كثيرا فى أمته ولا يجرؤ أحد بعدها أن يتطاول عليه لأن قوة الإسلام ستسرى فى عروقنا جميعا وستردع كل سافل وتعرفه قدره الحقيقى وحدوده التى لن يقدر على تخطيها بعدها ...
ستضفى الأخلاق الراقية للإسلام هيبة لوجهك وسيحترمك الناس من كل الأجناس لأنك قبلها احترمت دينك ...
أتعرف من يسىء للإسلام حقا ؟ ...
كل مسلم يتعامل بطريقة سيئة أو بهمجية وسوء خلق أو لا يتقن فى عمله أو يؤذى غيره خاصة عندما يكونوا فى بلادنا ...
أهذا هو الإسلام ؟! ...
فلتنصر نبيك باتباعك له ولسنته قبل التلفظ بشعارات لا تتعدى لسانك ..
فاطمة ماضى
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق