الأحد، 15 يوليو 2012


عيون الأبرياء
أعيش حالة من الحزن والخزى الشديد ... نفسى مختنقة ... صوتى خافت ... عقلى متوقف ... قلبى محبط ... ، كلماتى فى أوراقى غير متدفقة ... وأفكارى غير واضحة المعالم داخلى ...
إنه الإحساس الذى لا بد وأن تشعر به فى هذا العصر ، كم أتألم كثيرا لحال أهل سوريا وبورما ... وما حدث قبلها فى ليبيا ... وما قبلها فى غزة ... وما قبلها فى البوسنة ، إحساس كبير بالعار يملؤنى ... أشعر وكأنى غريبة فى قومى ... المسلمين والعرب ... ، تلك الأمة التى تحارب من كل مكان ومن مختلف الفئات ولا تحرك ساكنا ولا تواجه ...
الأمة التى اهتمت بغذاء بطونها قبل غذاء عقولها ، رضيت بأن تمحو ثقافتها وهويتها بأيديها واستبدلت بها هوية ممسوخة جزء مقتطع من هنا وهناك ، يستبدلون كلماتهم بالانجليزية والفرنسية وغيرها كى يعبروا عن ثقافتهم العالية ، وينظرون إلى الماهر بالقرآن واللغة العربية - وهم قلة - وكأنه شخص جاهل يعيش فى العصور الجاهلية .
آه من أمة توقفت عند نقطة معينة فى التاريخ ثم تركت نفسها لأى شىء يحركها وينزل بها إلى الحضيض ...
آه من أمة سلكت طرق الظلام عن عمد فارضين على أنفسهم الولاء والطاعة لأعدائهم ...
آه من أمة فيها آلاف وآلاف المآذن ترفع كل يوم كلمة : الله أكبر ، ولا يقام فيها المعنى الحقيقى للإسلام إلا قليلا ...
آه من أمة رأت أمام عينيها قتل أطفالها واغتصاب نسائها وذبح شبابها والتنكيل بشيوخها ولم يزدها ذلك إلا سكونا ...
آه من أمة رأت حريق أقصاها والاستهانة بكتابها والهجوم على إسلامها فرضخت وهانت ...
آه من أمة غير أمينة على القدس وعلى حمل راية الإسلام من بعد أشرف من خطا بقدميه على الأرض ...
عذاب شديد وتفكير قاسى عاصر لقلبى يملؤنى فى كل جزء من كيانى ... ، أتحدث إليهم ... أرى أحوالهم ... أراقبهم من قريب وبعيد ... ، ولا أجد شيئا يجعلنى غير أن أتوقف وأبكى بغزارة ... بل وأصرخ .
قرأت من قبل كلمات أعجبتنى عن حال مسلمى هذا العصر فى إحدى الصحف بأنهم تجار فاشلون يملكون بضاعة جيدة ، فما يفعل هذا التاجر الخائب إلا أنه يبدد تجارته ويخسر وقد كان يستطيع أن يكون أغنى الأغنياء .
فهل يختلف عنا الآخرون فى شىء ؟! ... ، لنا عقول وقلوب ومواهب مثلهم ، لنا أرض وتاريخ نتعلم منه ، ولا يوجد أقيم من دروس التاريخ لنتعلم منها ... ذلك المعلم الذى وضعه الله أمامنا حتى نعتبر ويصرخ فى آذاننا كل يوم حتى نفيق ... ولكننا لا نفيق ، بل نأخذه زهوا أمام غيرنا افتخارا بأجدادنا ووالله لو بعثوا وخرجوا من القبور لتبرأوا منا .
هل أصبحنا جميعا بلا آذان حتى لا نسمع صرخات المسلمين الذين يقتلون ويشردون ويفعل بهم ما تعجز كل لغات العالم عن وصفه من بشاعات وقذارة ؟!!
فأين النخوة ؟!! ...
هل نزعت من قلوبكم فجأة حتى تقتلوا كل ما تبقى لديكم من كرامة بصمتكم هذا ؟ ....
فإذا غضب الله على قوم نزع من قلوبهم النخوة وأحنى رؤسهم لأعدائهم ، وما نزعت النخوة ولا أهينت آدميتنا إلا بأفعالنا وتركنا لأخلاق ديننا العظيم .
فكيف تسمح لنفسك أيها المسلم أن تأكل فى مأدبة ضخمة وترمى ما لا تستطيع معدتك الممتلئة بالسماح بدخوله إلى جوفك ؟ ... ، وأطفال الصومال يموتون جوعا وأجسامهم مرسوم فيها الفقر والجوع يشربون ماء ملوثا ، صائمون رغما عنهم وجف فى أثداء أمهاتهم اللبن ، كل ما يتمناه المرء الذى أشرف على الهلاك جوعا أو عطشا هو رغيف خبز صغير وقطرة ماء تروى عروقه المنتحبة ... ، وقد أكلت أنت أضعافه دون أن تشعر به !! ...
وكيف تسمح لنفسك أن تنام قرير العين وأقصانا ينتهك من السفلة والمجرمين من اليهود ؟! ... ، والذين بخضوعك وصمتك أصبحوا سادة العالم وأفشوا الفساد فى كل شىء .
كيف لا تغار وتغضب عندما تعرف أن هناك نساء فى مكان ما يشهدن ألا إله إلا الله ويغتصبن ويفعل بهن ما لا ترضاه لأمك أو أختك أو زوجتك أو ابنتك ؟!! ... ويشردن ولا يجدن مأوى لهن ، حتى الحيوان الذى يعيش بفطرته دون حضارة يغار على أنثاه ويشمئز من تلك الأفعال البشعة .
ولقد ضاعت من كثير من مسلمى هذا العصر أخلاق إنسانية إلا من رحم ربى ...
فلا ألوم مجرما دخل بسلاح إلى بيتى قبل أن ألوم رجال البيت أن سمحوا له بالدخول إليه والمعيشة فيه ... ، بل وخدمت مصالحه فى بيتك وجعلت نساءك يخدمنه ويقدمن له ما يملأ ثلاجتك ليل نهار .
وتركت المجرم يعتبر نفسه أبا لأولادك يأمرهم وينهاهم فيطيعون ... ، ينظرون إليك نظرة متسائلة فترد عليهم بإشارة أن افعلوا ما يقول ! ...
ولو ركزت للحظة فى جسد هذا المعتدى لوجدته قزما ضعيفا غبيا قاسيا مريضا بكل الأمراض ... ، مسخا بين التقدم والتأخر ... بين الإنسانية والحيوانية ، وإذا نظرت لنفسك فى المرآه لوجدت فيك الملامح العربية الأصيلة الجميلة التى طالما أرهبت هذا المسخ عبر السنين والعصور ، ولكن هذه الملامح لم ترقى إلى قلبك لتجعلك ناجحا فائزا فى هذه المعركة .
قلبى ينزف ألما ودما وحسرة على سوريا ... ذلك البلد الجميل الذى حوله الطغيان إلى خراب كبير يدمع عيون الناظرين ويؤلم بشدة آلام السامعين ...
وكم هو الخزى الذى لحق بنا بعد عدم اتخاذنا قرارا سريعا بشأن ما حدث فى غزة ، وآه مما حدث فى الصومال وقد نهشها الجوع والجفاف ...
آه كلمة بسيطة لا تعبر عن بشاعة ما يحدث ، ولكن لا يوجد شىء أبشع من صمتنا هذا وعدم غيرتنا على المسجد الأقصى ، ويزيد العذاب والحسرة داخلى حينما أراكم تبكون لأجل مسلسل سخيف أو فيلم تفرق فيه المحبين ، فالأولى بكم أن تبكوا على مافارقكم من كرامة وقوة وحضارة ضاعت بين السنين بأيديكم لا بقوة عدوكم ولم يتبق منها إلا أقل القليل ، وما أصبح العدو قويا إلا بعدما تركت أيها المسلم هذا القزم ينمو داخلك ويصبح المتحكم فيك .
وتنفقون أموالكم فى التافه بعدما انتشرت لديكم ثقافة الشراء والاستهلاك بغير سبب ، هذا المرض الذى أصاب العالم وغذى الشركات الكبرى والتى أصحابها هم فى أساسا من اليهود الأغنياء ، وصفقت لراقصة عاهرة بيديك ولم تصفق لعالم عربى معاصر أراد أن يحيى أمجاد الماضى السحيق ، ولم تشجع طفلا عبقريا دفن تميزه ونبوغه بيديك وانصرافك عنه .
هذا جزء من عذابى الداخلى ... ، ولقد توقفت الكلمات الآن فى عقلى مرة أخرى ... وجف قلمى ، وتوارت المشاعر فى أعماقى ثانية ... ولكنها لا تموت ... ، لقد توقف كل شىء عن الوصف ولم يعد للكلام أى معنى ، ولم يتبق فى أفكارى إلا صورا مكررة تزيد ألمى ...
صورة لغنى متورم باللحم بخيل عن دفع الزكاة ويدفع الصدقات رئاء الناس ، وصورة شاب لديه أحلام وأفكار جديدة يجد بين خطوات تنفيذها على الواقع ألف مانع ومانع ، وصورة طفل يبكى فى أماكن مختلفة من بلاد المسلمين بعدما خدشت برائته بالواقع المرير ، وصورة لفتاة تأخر عنها الزواج فأصبحت عصبية مكتئبة وحلم الأمومة يبتعد عنها يوما بعد يوم ... ، وصورة فقير معدوم ينتظر المعونة من دول الأعداء وقد طغى ذل المعونة على ذل الحاجة ....
آه ... ثم آه ... كم أريد أن أحرق هذا الألبوم اللعين ...
فلتبقوا كذلك وسيظل الله غاضب ، وسيظل كأس المهانة نتجرعه ليل نهار إذا أردتم الاستمرار فى هذا الطريق ، ولتناموا آمنين بعدما رأيتم عيون الأبرياء الخائفة وقد ضاعت منها جمال ورقة وبراءة الطفولة النقية ، وتحولت إلى عيون حزينة ... ضعيفة ... متألمة صارخة بسؤال واحد :
أين أنتم يا مسلمون ؟!! ...
وبعدما رأيت اللافتة التى رفعها السوريون قائلة :
أكثر من مليار مسلم خذلنا ...
فلتناموا كثيرا ولتهنأوا بيوم سعيد لكم من البرود والسكون ولتنسوا غدا ممتلىء بالكثير من العمل لتخرجوا مما أنتم فيه ...
ولتهنأوا بنوم طغى على موقعكم بين الدول والحقيقة الكبرى ... فشكرا لكم ...
فاطمة على ماضى
4/2012


الثلاثاء، 10 يوليو 2012


تصرفات مجنونة
أحيانا أنسى نفسى ... بل أنسى كل شىء والمكان الذى أتواجد فيه وأغيب عن الواقع .... ، وأرى نفسى أفعل تصرفات مجنونة ...
هل جربت هذا الإحساس مثلى .... ؟ ، هل ستخجل أن تقول نعم ؟ ... ، أم أنك لا تعرف أى تصرفات أقصد ؟ ...
هل راودك إحساس غريب وملح أن تفتح النافذة بسرعة وتطير منها ... لا لتنتحر ولكن لتطير بالفعل ؟!! ....
أو شعرت أنك تريد المشى على يديك فى الشارع غير عابىء بأنظار المذهولين أو الضاحكين حولك ؟!! ....
هل تخليت نفسك تسبح فى مياه راكدة فى بحيرة وسط غابة استوائية ثم ظهر أمام عينيك فجأة تمساح ضخم ... فترى على وجهك أمارات الفزع ويتوقف قبك من الخوف ؟!! ...
هل رأيت نفسك أخف وزنا كثيرا وسبحت فى عالم من موسيقى حالمة رقيقة وتراقص جسدك على أنغامها العذبة ؟ ...
إنها أحاسيس باطنة تمر على عين الإنسان مرور الكرام ، قد يشعر بها ملحة وواضحة ... وقد يشعر بوجودها أو يتجاهلها عن قصد ...
إنها الطفل الجرىء الذى داخل كل إنسان منا ... ، يريد أن يلعب ويمرح ويطير راميا وراءه كل تفكير فى العواقب ، إنها كالنيران المشتعلة داخل الأرض وعليها القشرة الثابتة مبنى عليها القرى والمدن فى سكون عجيب ، ولكنها قشرة ضعيفة قد تظهر إذا لم تكبتها ...
ولكن ... لم تكبحها ؟ .... ، أهى وساوس شيطانية أم دعوى من نفسك لتتخلص من قيود اليوم الروتينية والعادات السخيفة المملة التى تحولك إلى آلة دوراة لا حياة فيها ...
فمن منا لم تدور بذهنه هذه الأفكار ؟ ....
سأبدأ بالاعتراف أنى تخيلت نفسى أنى أفتح باب الطائرة وأخرج منها لأطير وأمارس تلك الرياضة المخيفة التى يفعلها الآخرون فى البلاد الغربية ....
ورأيت نفسى أغلق المصباح وأجلس فى الظلام فإذا بى أرى جنيا يرعبنى منظره ولا أعرف ماذا سيحدث بعدها ...
إنها نفسى هى التى تتكلم فى كل تصرف من هذه التصرفات ... وتأمرنى أحيانا وتخضع أحيانا أخرى ... ، ولكنى لم أنفذ أى طلب منها فى أى مرة ، ولو أنى فعلت لكنت ميتة الآن أو كنت نزيلة فى مستشفى العقلاء !!
فلماذا تخجل من الاعتراف أنه أحيانا تسيطر عليك أفكارا لا يفصل بينك وبين حدوثها بالفعل إلا جدارا رفيعا واهيا تحاول تقويته بصبرك على رغبتك هذه ؟ ... ، ودعنا نفكر سويا ... إنها نفسك التى تأمرك فإذا أمرتك بالسوء وليس بأفعال طفولية كالتى أتحدث عنها ... ، وكان رد فعلك حينها أنك هدمت سطوتها عليك وملكت زمام نفسك ... أليس يعتبر ذلك عقلا وحكمة ؟ ... ، وإذا كنت فعلت ذلك مخافة ومرضاة الله ... أليس هذا إيمانا ؟ ... ، فما أعجب هذه الطرق التى تؤدى إلى بعضها البعض ؟ ....
وإذا حددت عنها قدر أنملة تحكمت فيك عواطفك وهواجسك ، ولأجل هذا وضع الله أمامنا المنهيات وترك لنفوسنا الاختيار ... أنخضع لنكن عبيدا لظلام نفوسنا أم نعلو عليها لنصبح أكثر نورا وإيمانا .... ؟
وإذا عدنا للتصرفات الطفولية المجنونة مقارنة بها ... ، ألم تتمنى يوما أن ترتد طفلا حتى تركب الدراجة مرة أخرى وتتخلص من مسئوليات قد اعتلت ظهرك بعدما أصبحت رجلا ؟
هذا هو الطفل فينا ... نتخيل أنه قد نضج بمرور السنين ولكنه مازال صامتا فى الظلام منتظرا موقفا قد يجعله يظهر إذا سمحت له .
وعلى الرغم من ذلك فإنى لا أفهم حتى الآن ما سيكون سر سعادتى إذا فتحت النافذة وقفزت منها ... ؟ ، أهو حب المخاطرة أم مواجهة الخوف ؟ ... ، أم أن الممنوع مرغوب ؟ ، فما يمنع الإنسان إلا عقله الذى يملى عليه أن الصواب دائما هو أن يفعل مثلما يفعل الناس ويتكلم مثلما يتكلم الناس ... ، بل إنه يأمره ليفكر مثلهم وكأنه مجرد نسخة مشابهة لا طابع فيها روح ولا لون .
لا ... ليس عقلك بل الدائرة المملة التى وضعت نفسك فيها هى التى تجبرك على ذلك ، فلتفعل ما تراه صحيحا دون أن تؤذى أحد ، ولتبدى رأيك ولا يهمك أن يقول أحد أنك مجنون لمجرد أنه لا يفهمك ... فخير لك أن تكون مجنونا فى أعينهم من أن تصبح نسخة مكررة .
وليتسع صدرك إلى كل الأفكار حتى الغريب منها والأشياء التى لا يستطيع عقلك تخيلها واستيعابها للوهلة الأولى ، فمعظم العالم المتطور والأجهزة الحديثة التى حولك بدأت بفكرة مجنونة لم يستطع الناس تخيلها فى البداية ، وهذا هو فضل الطفل بداخلنا ... ، إنه يشطح بعيدا شطحات واسعة من الخيال ... يتعجب ولا يعتاد أبدا ... ، يحاول التفكير ويتساءل ... ويبحث ثم يفسر فيخطىء وأحيانا يستمر فى المحاولة فيصيب ، فلولاه ما كان هناك شعراء ولا أدباء ولا علماء ولا مخترعين أفادونا بعلمهم وأفكارهم التى كانت فى منتهى الغرابة فى بدايتها .
ولا تحتقر المجنون الفاقد لعقله ... فإذا تأملت نفسك جيدا ستجد أن الفارق بينكما شعرة رفيعة لا تستطيع الإمساك بها أو حتى تحديدها ...
هل فهمت ما أريد قوله ؟ ... ، هل ستخرج نفسك من القالب المزيف الذى وضعه عليك تكرار المواقف وعادات الحياة ؟ ... ، هل ستخاطر وتواجه الخوف وتكبح الخطأ داخلك وتعطى للصواب مساحة حتى لو اعترض عليه غيرك ولم يفهمه ؟
هل ستفتح النافذة وستطير منها أم ستقلب الصفحة وتقرأ مقالا آخر ؟ ....
4\ 2012





يتبع



الاثنين، 2 يوليو 2012


مدونة الجانب الآخر
أريد التحدث على الجانب الآخر من كل شىء ... ، الجانب المظلم الغير مرئى أو الذى نتجاهله دائما ، أريد التحدث عن أفكار غريبة أحاسيس مجنونة ...
أريد التحدث عما يدور داخلى ، الجانب الآخر من العالم الذى لا نشعر به ... الآخرون الذين لا نسمعهم ، الأشياء الغريبة والتى لا نلتفت إليها ...